جلست أمام الطبيب الذي ظل ينظر للتحاليل والأشعة دون ان يتكلم، ثم طلب
منها إعادة الأشعة والتحاليل مرة أخرى، فأخبرته أن هذه هي المرة الثالثة
التي يطالبها فيها بإعادة التحاليل، أخبرته أنها لم تعد تلك الطفلة وأنها
ناضجة الأن وبإمكانها تحمل النتائج أيا كانت، وأن عليه أن يصارحها بالحقيقة
فهي لجأت له لأنه صديق وليس ليخفي عنها الحقيقة وإن أصر على إخفائها
فستضطر أسفة أن تذهب لطبيب اخر
عاود النظر إليها وإبتسامة حانية على شفتيه
- انت بتدخني من ورايا
- دي تالت مرة تسالني السؤال ده، وإنت عارف إجابتي من غير ما أقولها، انا مش بدخن ومش بحب السجاير أصلا
امتلأت عيناه بالدموع
-أنا
مش عارف أقولك ايه، بنت زيك في السن ده، مافيش أي تاريخ وراثي للمرض في
عيلتها، مابتدخنش، ماعنديش أي تفسير لأشعة والتحاليل إلا إنها أكيد غلط
-انت
عارف إنها مش غلط، دي تالت مرة اعملهم فيها ، انت اخترت المعامل بنفسك
ومتأكد إنهم أفضل معامل في البلد، ده الوقت اللي لازم فيه إنك تقولي
الحقيقة
الأعراض اللي قولتيهالي في الأول ونتائج التحاليل مالهمش غير سبب واحد رغم إني مش لاقيله مبرر، سرطان الحلق
سألته عن طرق العلاج والمضاعفات المتوقع حدوثها بدون أن تتفاجئ أو تصاب بالصدمة
تعجب هو من ردة فعلها وسالها عن سر ذلك الهدوء، وإن كان لديها مبرر للمرض ولذلك لم تنصدم لاصابتها به
اخبرته أن في كل مرة كانت تشعر فيها بالقهر وتقرر السكوت بدلا من الحديث
الذي لا فائدة له كانت تشعر بألم في الحلق، كان يختفي بعد فترة تتناسب
طرديا مع مقدار الحزن بداخلها، إلى ان أصبح متواصلا مؤخرا