Tuesday, October 26, 2010

ياحكومة حافية


يوم السبت كان اليوم المحدد لإحدى جلسات محاكمة قتلة خالد سعيد الله يرحمه وكالمعتاد النشطاء قرروا ان يكون في وقفة قدام المحكمة وفعلا سافر من بورسعيد 3 نشطاء أنا أعرفهم شخصيا لحضور الوقفة
ولأن الجلستين اللي فاتوا ماحصلش فيهم أي حاجة غير ان بلطجية الأمن نظموا وقفة مضادة على سلم المحكمة فأنا دخلت أنام الفجر وقلت إن لو حصل حاجة المرة دي أكيد هيكلموني يصحوني
اللي حصل إن قبل مالساعة تيجي 9 وهو الميعاد المحدد للوقفة الشباب كانوا ماشين قدام المحكمة بيشوفوا إجرائات الأمن إيه ، طلعلهم واحد ووقفهم وطلب بطايقهم وهم طبعا طلبوا إثبات شخصية منه فكان إثبات الشخصية اللي قدمهولهم هو مجموعة من المخربين ظهروا من العدم وأخدوا الشباب على القسم وهناك أخدوا بطايقهم وسألوهم في اسكندرية بيعملوا إيه وبعدين دخلوهم حجز عبارة عن متر في متر وربع وكان فيها واحد مقبوض عليه قبلهم شوية والمساحة دي بقى فيها 18 بني ادم وماحدش يسأل إزاي لأن دي واحدة من إنجازات عصر مبارك وداخلية العادلي
بعد كده أخدوهم على عربية الترحيلات اللي فضلت تلف بيهم في الشمس وهم جواها من غير تهوية وموبيلاتهم وبطايقهم في القسم وإحنا طبعا قاعدين مش عارفين عنهم أي حاجة
الخبر جالي أول ماصحيت من زميل لينا كان بيتأكد مني إتقبض عليهم ولا لأ وأنا طبعا ماكنتش أعرف حاجة، كلمت إسلام اللي قالي إنهم اتقبض عليهم من 9 الصبح وإن ده كل اللي يعرفه، كلمت ميدو بما إنه سكندراني قالي إنه لما راح المحكمة مالقاش حد هناك غير الوقفة بتاعة بلطجية الأمن وإن الناس هناك قالوله إن البوليس قبض على كل اللي كانوا واقفين الصبح، كلمت حسام قالي إن الوقفة اتنقلت لقسم سيدي جابر وإن الناس اللي راحوا المحكمة ماكنوش يعرفوا والأمن قبض عليهم كلهم وقالي إنهم غالبا هيكونو في معسكر الأمن المركزي وإني ماقلقش واإنهم على 6 هيخرجوهم
أنا كان عندي سؤال واحد ومش لاقية حد يجاوبني عليه، هم أخدوهم ليه؟ الوقفة بتتعمل كل مرة وأخرهم بلطجية الأمن يقولوا عليهم يهود ويرموا عليهم خشب وأزايز الماية والأمن يضبق عليهم الكردون ويفعصهم، لكن قبضوا عليهم ليه ماحدش يعرف، طيب قبضوا على مين بردو ماحدش يعرف، كل اللي نعرفه إنهم قبضوا على التلاتة بتوع بورسعيد وإحتمال معاهم كمان اربعة، طبعا ماكناش نعرف حكاية ال18 دي خالص
كلمت أنا بتوع هشام مبارك وبلغتهم واللي كانوا زي بالظبط مايعرفوش إن في حد اتقبض عليه
الشباب في الوقت ده كانوا قسموا العربية بينهم شوية يقفوا وشوية يناموا وهكذا وكانو بيحسبوا مواعيد الصلاة ويصلوا جوه العربية
الوقت بيعدي ومافيش أي أخبار عنهم ،كلمت مؤمن لأن في حد مش فاكرة هو مين قالي إن مؤمن عنده أخبار ، ومؤمن قالي إن في كلام انهم خرجوا قلتله إزاي وموبيلاتهم مقفولة قالي إنها هتفضل مقفولة لأن الأمن عندنا بياخد الفلوس والموبيلات، أنا بقى اسبهليت، أنا أه عارفة ان ده بيحصل وكانت أول مرة يوم 6 أبريل في القاهرة، بس فكرة إن ده يحصل مع حد تعرفه شخصيا بتكون غريبة أوي، قلتله إن ده مش بيحصل عندنا وإنهم المرة اللي فاتت خرجوهم بالموبيلات والفلوس ، الحقيقة مؤمن ضحك وقالي إن الأمن عندكم محترم
للأسف الشديد طلع خبر خروجهم مش صحيح وإسلام قالي ماقلقش وإنهم أكيد هيخرجوا لما المحاكمة تخلص ويمكن لسه خاطفينهم لأن الجلسة طولت وشكل القاضي هيحكم النهاردة، الجلسة فعلا اللي كانت بتكمل ساعتين بالعافية كانت الساعة بقت 4 وهي لسه شغاله
الساعة بقت 6 والجلسة أخيرا خلصت وماخرجوش بردو، في الوقت ده كان المغرب أذن وده معناه في عربية الترحيلات إن جميع أنواع الحشرات بدأت تتحرك عشان تأكل البني ادمين اللي جوه العربية
الساعة بقت 8 وبقى كل التحركات دلوقتي إن إيه الإجرائات اللي هتحصل لو الناس دي ماخرجتش النهاردة وبدات الترتيبات لوقفة قدام النائب العام وإعتصام لحد الإفراج عنهم وتقديم بلاغ له هيتعمل معاها وقفة هنا في بورسعيد
في الوقت ده كان الشباب في عربية الترحيلات بيحقق معاهم ظابط أمن دولة وفي الأخر قرروا نقلهم للقسم وقالوهم هتخرجوا من القسم وهيتنقلوا في عربية ميكروباص بس قبل مايركبوها يطلعوا الفلوس الي معاهم كلها ودي طبعا كانت مئات من كل واحد وأخدوا الشنط اللي كانت معاهم وأخيرا طلبوا منهم الجزم والشربات
ركبوا الميكروباص وهم مغمضين عنيهم عشان مايعرفوش رقمه ولا يعرفوا ماشين فين، ومارحوش على القسم طبعا لكن كانو بيرموهم على الطريق الصحراوي ويرموهم وراسهم للأرض عشان مايشفوش رقم العربية وطبعا اتعرضوا للضرب المبرح سواء في عربية الترحيلات أو في العربية الميكروباص
أخيرا إسلام كلمني الساعة 9 وقالي إنهم خرجوا واحد واحد وإنهم مش معاهم فلوس ولا موبيلات ولا أي حاجة ، المهم عندنا كان إنهم خرجوا بالسلامة كلمت باقي الشباب طمنتهم، وكلمت حسام طلبت منه إنه يبعتلهم أي حد او يتصرف ويشوف فلوس ويوديهالهم وهو عرض عليا إنهم يباتوا هناك وأنا قلتله إنهم أكيد هيقرروا الرجوع
واحدة صاحبتنا كلمتني وسألتني عليهم وقلتلها إنهم كويسين قالتلي إنهم أخدوا منهم الجزم وأنا قلتلها لأ ، لأني فعلا ماكنتش أعرف والأهم إني ماكنتش متوقعة ده وكنت بنفيه نفي قاطع، ماأنا الصراحة مش متصورة يعني
الشباب في اسكندرية وصلولهم الحمدلله وودوهم المحطة وبجد كتر خيرهم على كل حاجة عملوها، وخلاص بقوا في السكة الحمدلله، لما وصلوا بكلم واحد فيهم على موبيل إسلام قالي على حكاية الشوزات دي
أهو انا بقى جيت عند الموضوع ده ووقفت، موبيلات ماشي، فلوس ماشي، ضرب ماشي، لكن الجزم كمان؟
يعني إحنا عارفين إنكم حكومة حرامية وجعانة ومحدثين وأخدتوا الفلوس والموبيلات والشنط لكن انتم كمان حكومة حافية؟ ماهو ماحدش يسرق الجزم دي غير واحد أصلا كان طول عمره حافي، أه والله
طيب يعني هيعملوا بيها ايه؟ هيبعوها مستعملة؟ طيب هتجبلهم كام؟ ولا حضرة الظابط هيستنى رجله تصغر ويلبسها، ولا هيستنى لما المحروس ابنه يكبر وتيجي على مقاسه ويديهاله، طيب الظابط اللي كان اخد نظارة أحمد وهو خطفها من إيده لما رموه على الصحراوي كان أخد النظارة ليه؟ هيبعها بردو ولا هيستنى لما يتعمي إن شاء الله ويحتاجها؟
طيب اشمعنى دول يتاخدوا وبلطجيتهم يعملوا الوقفة في حمى الأمن، طيب هو الأمن أصلا عايز ايه؟ فاكر إنه كده هيخلي الشباب دول يبعدوا عن الحق ونصرة المظلوم؟ أكيد طبعا بيحلم ، لأنهم الأول كانو متضامنين مع واحد اتقتل ظلم لكن دلوقتي بقى ليهم ثأر شحصي عند كل واحد مد إيده عليهم وعند كل حرامي اخد مليم من فلوسهم
بجد مش هقول غير حسبي الله ونعم الوكيل ياحكومة حافية

Tuesday, October 5, 2010

مقال الدكتور البرادعي المتسبب في إقالة إبراهيم عيسى من رئاسة تحرير الدستور ..

المقال منقول عن موقع الحملة الشعبية لدعم البرادعي ومطالب التغير

.ماهو اكبر من الانتصار

تمر اليوم الذكرى السابعة والثلاثين لانتصار أكتوبر المجيد، والذي اقتحم فيه الجيش المصري قناة السويس وانتصر على جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد سنوات ست من الهزيمة والانكسار. يعد احتفال مصر والعالم العربي بذكرى حرب أكتوبر مناسبة عظيمة لنسترجع مرة أخرى «طريق النصر»، والذي هو في الحقيقة أهم من الانتصار ذاته، فنصر أكتوبر لم يكن وليد الصدفة إنما كان نتاج جهد وعرق ودماء دفعها الشعب المصري وقواته المسلحة الباسلة من أجل تحرير الأرض واستعادة الكرامة.

فقد كان اعتراف القيادة السياسية بمسئوليتها عن هزيمة 67 الفادحة وتقديم عبد الناصر لاستقالته في خطاب التنحي الشهير، ومحاسبة كبار الضباط المسئولين عن الهزيمة، ثم إعادة بناء القوات المسلحة على أسس جديدة متسمة بالتخطيط العلمي والانفتاح على التكنولوجيا الحديثة، وضم المؤهلين بين صفوف الجنود، وإعادة الثقة في قدرة المقاتل المصري وغرس ثقافة النصر والعمل والقدوة الحسنة بين صفوف الجنود، وكان استشهاد البطل عبد المنعم رياض أثناء حرب الاستنزاف رسالة واضحة من القوات المسلحة إلى الشعب المصري، بأن القائد الحقيقي هو الذي يبقى وسط جنوده، وأن القيادة لم تكن في أي يوم مجرد تشريفٍ إنما هي في المقام الأول مسئولية وتكليف وقد يصل ثمنها أحيانًا إلى الاستشهاد.

لقد كان نصر أكتوبر انتصارًا للانضباط والتخطيط في العمل، وهو بالتأكيد يمثل عكس ثقافة الفوضى والعشوائية التي عرفها المجتمع المصري بعد ذلك. كما يمثَّل أيضًا رسالة قوية لكل المجتمع بأنه لا تقدم ولا نصر إلا بالاعتراف بالخطأ والبدء في تصحيحه. لقد قام الجيش المصري بعمل تاريخي وبطولي في مثل هذا اليوم من عام 1973 وقدم آلاف الشهداء الذين لولا تضحياتهم وبطولاتهم لما نجحت مصر في استرداد أرضها المحتلة ولما فتح الباب أمام بناء مصر المستقبل.

وللأسف الشديد و بعد مرور 37 عامًا على هذا الانتصار فإننا لم نستلهم قيم أكتوبر في « معركة السلام» ولم نتقدم اقتصاديًّا ولا سياسيًّا، وتعمقت مشاكلنا الاجتماعية والثقافية بل والأكثر أسفًا أن العديد من قيم أكتوبر مثل: المواطنة، والعمل الجماعي، والتفكير العقلاني، والتخطيط المدروس، والانضباط، والوفاء، والصدق، والشفافية، والتواضع، وإنكار الذات، وغيرها من القيم التي تشكل البنية الأساسية لتقدم المجتمعات لم يعد لها مكان يذكر في مجتمعنا.

إن إصلاح مصر لن يكون إلا باستلهام هذه القيم التي جسدتها القوات المسلحة، والتي يجب أن تعود مرة أخرى لتكون هي قيم الشعب المصري بأكمله. تحية إلى شهداء مصر الأبرار ورحمة الله عليهم وتحية إلى قيم أكتوبر التي حان وقت عودتها وبعثها من جديد، لتعوض مصر ما فاتها وتبني نظامًا ديمقراطيًّا يقوم على الحرية وكفالة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لكل مصري دون تفرقة أو تمييز.

محمد البرادعي

 

The Lost Princess © 2008. Design By: SkinCorner