كانت جميع الكائنات تعلم أنه في زمن من الأزمان وعندما يحين الوقت المناسب سوف يولد عاشقان , كانو يعلمون أن هذا الفتي سوف يحب حبيبته كما لم يحب غيره قط , وأنه سوف يضيف اسميهما الي قائمة قصص الحب الأسطوريه
كانو يعلمون أنهم سوف يعيدون للحب معناه الحقيقي , سوف يعيدون له معني فقده منذ زمن طويل
كانت جميع الكائنات تعلم ذلك الا نوع واحد وهو البشر
كان من الطبيعي ان تتوارث هذه الكائنات نفس القصه جيل بعد جيل , كان من الطبيعي أن تشاهد العصفوره تعلم صغارها الطيران وهي تحكي لهم كم سيكون هذا الفتي مفتونا بحبيبته , كانت السمكه الأم تسبح في الماء وحولها أسماكها الصغيره وهي تخبرهم أن هذه الفتاة ستحبه حب لن يعلم مثيله البشر
وظلوا يتوارثوا هذه القصه جيل بعد جيل حتي أن الجميع مابات يعلم هل هي حقيقه أم أنها أسطوره أخري من أساطير الخيال , ولكن الجميع كانوا يعلمون أنه عندما يحين الميعاد فإنهم سيعرفون ذلك دون شك
وفي ذات يوم استيقظت جميع الكائنات وهم يعلمون أن هذا اليوم هو ميلاد ثانيهما , فلقد كانو يعلمون انهم لن يستطيعوا الشعور بوجود احدهما دون الأخر , وأن شمس اجتماعهما معا في الحياة لأول مره لا يمكن ان يخطئها أي منهم , لأنها شمس تستطيع جميع الكائنات ان تتعرف عليها , جميع الكائنات الا نوع واحد وهو البشر
مرت الأيام والشهور والسنين وهذه الكائنات تتبادل أخبار العاشقين , كان من الطبيعي أن تشاهد طائر النورس يطير بالقرب من الماء وهناك سمكه تسبح بالقرب من السطح وهو يخبرها أنه شاهد فتاتهم اليوم وأنه رأي هذا الشاب الأحمق مره أخري وهو يتقرب منها وأنه لم يعرف ماذا يفعل , لتخبره هي أن طائر السنونو مر بها واخبرها عن رؤيته فتاهم يتحدث مع الفتاة التي ينزعج كلما شاهدهم معا وأنه لايعلم كيف يضيع وقته مع هذه الفتاه بدلا من أن يبحث عن فتاته التي يستحقها؟, ليخبرها النورس أنه لم يحن الوقت بعد
يمر الوقت لتخبر اليمامه القطه أن هذا الشاب الأحمق ابتعد عنها أخيرا ولو أنه علم قيمتها ماستطاع ان يستغني عنها ولكن ذلك أفضل لتجيب القطه أنها علمت من الحصان بالأمس أن فتاهم هو الأخر يعلم أنه لم يقابل فتاته بعد وانه يبحث عنها دائما لتقول اليامه أنها تتمني ان تشاهد اليوم الذي يجتمعان فيه معا وتضيف القطه أتمني أن يكون قريبا
عندما شاهدها علم ان هذه هي من يبحث عنها , عرف ذلك دون تردد , وعندما التقت عيناها بعينه علمت أخيرا معني الحب الذي كثيرا ماسمعت عنه وتأكدت أنها الأن والأن فقط أصبحت أسيره لهذا الشعور الخيالي , كان الممكن لأي كائن ان يتأكد انهما خلقا ليكونا معا, أي كائن الا البشر
كان الجميع يعلم ان هذا هو اليوم الموعود فلقد شاهدوهم وهو يمشي بجوارها امام البحر , تمني هو ان يتوقف بهم الزمن , تمني ان يظل بجوارها ليس فقط لأخر العمر ولكن للأبد
وبدأت الاحتفالات بهما, فامطرت السماء مطرا خفيفا, نزلت القطرات لتحضن وجهيهما ولتهمس في أذن كل منهم عن مدي حب الأخر له ولتطلب من كل منهما النظر الي الأخر ليعلم مقدار هذا الحب وان يري ماالذي تقوله عيني كل منهم للأخر ومدي السعاده التي تغمرهما
حبات الرمال التي وطئتها اقدامهما كانت تدعي من اجلهم ليجمعهم الله ولا يفرق بينهما أبدا
بدأ الموج ينادي باسميهما وجاءت طيور النورس خصيصا لمشاهدتهما معا , قالو انهم أصبحوا سويا وأنهم اخيرا شاهدوا حبا حقيقيا, قالو لهم لقد انتظرناكم منذ زمن طوييييييل , وتمنينا رؤية كيف يحب أحدكما الأخر, ثم ابتعدت الطيور في السماء لترسم قلب يحمل اسميهما
نظر هو في عينيها وقال "بحبك اويييي" لتبتسم هي وتبتعد بيعنيها خجلا منه ثم تنظر له في حنان وتقول
"انا كمان بحبك أوي"