حكاية بن عمي وعيلتنا

ابن عمي ساكن في العماره اللي جنبنا, كانت علاقته بينا كويسه, بس في ناس ضحكو عليه وخلوه يغلط في حق أخوه, أخوه مأخدش بالو اننا اهل في بعض وراح اشتكاه للحكومه, تخيلو أخ يشتكي أخوه للحكومه, الحكومه جت حاصرت بيت بن عمي بس هو مرضاش يسلم, أصله طول عمره بيقول للحكومه لأ, وهي انتهزت الفرصه عشان تأدبه وتعرفه ان مفيش حد ينفع يقولها لأ, أنا عارفه ان بن عمي غلط في حق أخوه , بس بصراحه كان بيخليني أمشي وانا رافعه راسي انه قال للحكومه لأ, كنت عارفه أخطاؤه بس هو مين فينا مابيغلطش, مين فينا مابيضعفش, لكنه عمره ماوطي راسه كان دايما رافعها وكان دايما بيعرف يقول لأ.

الحصار زاد حوالين البيت , منعوعن أهل بن عمي الأكل والدوا , بيضغطو عليه عشان يسلم, لكنه مسلمش وفضل يقولوهم لأ, لما شوفت اللي حصله واصراره علي رفع راسه وراسنا نسيت انه غلط في حق أخوه , ونسيت انه غلط في حق أي حد, ماهو بن عمي ولو مكنتش أنا أسامحه مين اللي يسامحه؟ لو مكنتش أنا أقف جنبه مين اللي يقف جنبه؟ بس أخوه ماسمحش وموقفش جنبه.

ولما الحكومه تعبت من الحصار وقرارو انهم لازم يدخلو البيت معرفوش يدخلوه ازاي ؟ عرضو علي أخوه انه يدخلهم أصله ساكن في الشقه اللي جنبه, ووافق بن عمي علي خيانة أخوه ووافق يدخل الأغراب بيت أخوه , مفكرش في حرمة البيت وان مهما أخويا عمل مدخلش أغراب بيته.

دخلو البيت ومسكوا بن عمي وبهدلو أهل البيت , وانا واقفه أتفرج , كل عيلتنا كانت واقفه تتفرج, كان فيه اللي مبسوطين أصلهم نسيو انه ابنهم وانه مهما حصل واحد

منهم, وفي زيي كانو مضايقين , بس زي معرفوش يعملو حاجه, وفضلو ساكتين.

أخدو بن عمي قال ايه عشان يحاكموه , كنت عارفه انها هتكون مسرحيه, وانهم عايزين يقتلوه عشان يكون عبره لأي حد يقولهم لأ, في محاكمته بن عمي مسكتش, حاول يفضح أغراضهم علي قد مايقدر, فضل يقول لهم لأ حتي وهو في سجونهم, عرضو عليه تسويه انهم ميقتلوهوش قصاد انه يغير موقفه منهم, بس بن عمي فضل يقول لأ وفضل رافع راسه وراسنا معاه, تفتكرو وهو رافع راسنا كده كان لازم نسامحه ولا لأ؟

جه ميعاد الحكم علي بن عمي وكان الاعدام, عيلتنا كلها فضلت ساكته, شويه مبسوطين, وشويه مش مصدقين انه ممكن يتعدم .

وصحينا في يوم, المفروض انه كان يوم عيد, قالولي بن عمك مات, قتلوه الفجر, الأول قولت لأ انتو فهمتو غلط, وبعد كده اتأكدت , أصلهم صوروه علي شريط فيديو عشان العبره تكمل والكل يشوف اللي قال لأ وهو بيموت, في مجموعه من اخواته حضرو موته وكانو فرحانين فيه, أصلهم نسيو ان هو أخوهم.

هو مات, بس تخيلو مات وهو واقف, موطاش لحد ومخافش لحظة موته, يمكن هما حاولو يعملو منه عبره لكنه أصبح بطل عند ناس كتير , بس مش عندنا مش عند أهله ولا أخواته

أنا مكنتش ضد انه يتعاقب علي أخطاؤه بس احنا أهله اللي نعاقبه, مش الأغراب اللي يقتلوه ومش عشان غلطه فينا, دول قتلوه عشانو قالهم لأ.

أكيد عرفتو هو مين؟

ابن عمي هو صدام حسين, واحنا كلنا اهله واخواته اللي فضلنا ساكتين وبنتفرج.

اللهم ارحم موتي المسلمين